من القصص التي قرأتها مؤخرًا هذه القصة التي تحمل معاني ودروس جميلة.
ذات يوم قام رجل وزوجته بالانتقال من مسكنهم إلى مسكن آخر، وكان يوجد أمامهم منزل يقيم فيه أحد الأشخاص لم يعرفونهم.
اعتاد الزوج والزوجة على تناول وجبة الإفطار بالقرب من النافذة، التي تجعلها ترى منزل الجيران.
نظرت الزوجة من النافذة فرأت الغسيل الخاص بالجيران لم يبد نظيفًا. فقالت لزوجها ملابس الجيران متسخة يبدو أنها تستخدم مسحوقًا رخيصًا.
ظلت الزوجة ترى الغسيل كل يوم متسخًا وتتحدث مع زوجها عن الملابس المتسخة الخاصة بالجيران.
وفي يوم كان الزوجان يجلسان لتناول الإفطار، نظرت الزوجة من النافذة فوجدت غسيل الجيران نظيفًا جدًا، قالت الزوجة لزوجها يبدو أن الجيران قد قاموا بتغيير المسحوق، حيث إن الملابس يبدو عليها النظافة الشديدة.
قال الزوج لزوجته إن الجيران لم يغيروا المسحوق الذي يستخدمونه، بل إنني في الصباح الباكر قمت بتنظيف زجاج النافذة فقد كان متسخًا.
بعد الانتهاء من قراءة هذه القصة قلت في نفسي، هذا ما يحدث لمجموعة من الناس الذين يشتغلون بمتابعة عيوب الآخرين، وكأن وظيفتهم مراقبة العيوب!! بل إن البعض يتصيد الأخطاء والعيوب، سواء في الكلمة أو العمل!
سلوك اجتماعي سلبي
إنها متابعة متعبة خصوصًا عندما تتابع من هو أعلى منك مرتبة (مالية أو اجتماعية)... وهي سلوك اجتماعي سلبي ينتج عنه العديد من الآثار السلبية نذكر منها:
الإحباط وعدم الرضا وعدم الشعور بالسعادة بما نمتلكه.
كما أنها عادة تسبب التوتر، وهي طريق لإهدار الوقت في مراقبة الناس.
تزيد سوء الظن والحقد بين أفراد المجتمع. بل تجعل ممن يتصف بهذه الصفة مكروهًا في مجتمعه. كما يقول الإمام علي (عليه السلام): من تتبع خفيات العيوب حرمه الله مودات القلوب (1).
كيف نتخلص من هذه العادة
يجب أن نعرف أن هذه العادة إذا لم تجد لها حلًا سريعًا فقد تصبح إدمانًا، مما يصعب حله. لذا من الأفضل المسارعة في التخلص منها عبر النقاط التالية:
اعرف نفسك
يقول الإمام علي (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن يلزم القناعة والعفة (2).
من أشد أنواع الجهل خطورةً: جهلُ الإنسان بنفسه؛ حيث تقبع ذاته دائمًا في النقطة العمياء من الزاوية التي ينظر عبرها؛ وهذا ما يسبب له التخبط والتقلقل، ويشوش بوصلة سيره، ويخلط عنده الأوراق، فلا يميز بين الجيد والرديء.
ولذا على الإنسان أن: يتعرف على أهم مميزاته الذاتية، وكيف يطورها بدلًا من المقارنة مع الآخرين وتتبع ما يقومون به من يوميات.
ماذا يميز شخصيتك، هل لديك مواهب معينة؟ هل لديك كفاءات معينة تميزك عن الآخرين؟
هذا ما يجب عمله، أن تبحث عن كوامن القوة في شخصيتك وتسعى لتنميتها.
تعرف على أهم أخطائك
قال الإمام علي (عليه السلام): أعقل الناس من كان بعيبه بصيرًا، وعن عيب غيره ضريرًا (3).
تعرف على عيوبك، نقاط ضعفك، أخطائك...
كن بصيرًا واعيًا بعيوبك وأخطائك فأنت مسؤول عنها ولست مسؤولًا عن عيوب الآخرين.
لذلك عندما تكتشف عيوبك، يجب أن تجد لها حلًا.
عندما تعرف أنك تعاني من الكسل الذي يسبب لك التأخر، فعليك أن تكون نشيطًا في حياتك.
وعندما تعرف أنك تعاني من العشوائية في حياتك فيجب أن تكون أكثر تنظيمًا في حياتك. وهكذا
تعرف على أهم أخطائك وعالجها.
كن قنوعًا
قال الإمام علي (عليه السلام): من قنع لم يغتم (4).
درب نفسك بشكل دائم على القناعة، واتخذه أسلوب حياة، فلا يهمك ماذا يصنع الآخرون، ماذا يأكلون وماذا يشربون، المهم أنك تسير في الطريق الصواب راضيًا قانعًا بما تعمله.
الهوامش:
1 ) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2208.
2 ) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 1878.
3 ) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2204.
4 ) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2638.
ذات يوم قام رجل وزوجته بالانتقال من مسكنهم إلى مسكن آخر، وكان يوجد أمامهم منزل يقيم فيه أحد الأشخاص لم يعرفونهم.
اعتاد الزوج والزوجة على تناول وجبة الإفطار بالقرب من النافذة، التي تجعلها ترى منزل الجيران.
نظرت الزوجة من النافذة فرأت الغسيل الخاص بالجيران لم يبد نظيفًا. فقالت لزوجها ملابس الجيران متسخة يبدو أنها تستخدم مسحوقًا رخيصًا.
ظلت الزوجة ترى الغسيل كل يوم متسخًا وتتحدث مع زوجها عن الملابس المتسخة الخاصة بالجيران.
وفي يوم كان الزوجان يجلسان لتناول الإفطار، نظرت الزوجة من النافذة فوجدت غسيل الجيران نظيفًا جدًا، قالت الزوجة لزوجها يبدو أن الجيران قد قاموا بتغيير المسحوق، حيث إن الملابس يبدو عليها النظافة الشديدة.
قال الزوج لزوجته إن الجيران لم يغيروا المسحوق الذي يستخدمونه، بل إنني في الصباح الباكر قمت بتنظيف زجاج النافذة فقد كان متسخًا.
بعد الانتهاء من قراءة هذه القصة قلت في نفسي، هذا ما يحدث لمجموعة من الناس الذين يشتغلون بمتابعة عيوب الآخرين، وكأن وظيفتهم مراقبة العيوب!! بل إن البعض يتصيد الأخطاء والعيوب، سواء في الكلمة أو العمل!
سلوك اجتماعي سلبي
إنها متابعة متعبة خصوصًا عندما تتابع من هو أعلى منك مرتبة (مالية أو اجتماعية)... وهي سلوك اجتماعي سلبي ينتج عنه العديد من الآثار السلبية نذكر منها:
الإحباط وعدم الرضا وعدم الشعور بالسعادة بما نمتلكه.
كما أنها عادة تسبب التوتر، وهي طريق لإهدار الوقت في مراقبة الناس.
تزيد سوء الظن والحقد بين أفراد المجتمع. بل تجعل ممن يتصف بهذه الصفة مكروهًا في مجتمعه. كما يقول الإمام علي (عليه السلام): من تتبع خفيات العيوب حرمه الله مودات القلوب (1).
كيف نتخلص من هذه العادة
يجب أن نعرف أن هذه العادة إذا لم تجد لها حلًا سريعًا فقد تصبح إدمانًا، مما يصعب حله. لذا من الأفضل المسارعة في التخلص منها عبر النقاط التالية:
اعرف نفسك
يقول الإمام علي (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن يلزم القناعة والعفة (2).
من أشد أنواع الجهل خطورةً: جهلُ الإنسان بنفسه؛ حيث تقبع ذاته دائمًا في النقطة العمياء من الزاوية التي ينظر عبرها؛ وهذا ما يسبب له التخبط والتقلقل، ويشوش بوصلة سيره، ويخلط عنده الأوراق، فلا يميز بين الجيد والرديء.
ولذا على الإنسان أن: يتعرف على أهم مميزاته الذاتية، وكيف يطورها بدلًا من المقارنة مع الآخرين وتتبع ما يقومون به من يوميات.
ماذا يميز شخصيتك، هل لديك مواهب معينة؟ هل لديك كفاءات معينة تميزك عن الآخرين؟
هذا ما يجب عمله، أن تبحث عن كوامن القوة في شخصيتك وتسعى لتنميتها.
تعرف على أهم أخطائك
قال الإمام علي (عليه السلام): أعقل الناس من كان بعيبه بصيرًا، وعن عيب غيره ضريرًا (3).
تعرف على عيوبك، نقاط ضعفك، أخطائك...
كن بصيرًا واعيًا بعيوبك وأخطائك فأنت مسؤول عنها ولست مسؤولًا عن عيوب الآخرين.
لذلك عندما تكتشف عيوبك، يجب أن تجد لها حلًا.
عندما تعرف أنك تعاني من الكسل الذي يسبب لك التأخر، فعليك أن تكون نشيطًا في حياتك.
وعندما تعرف أنك تعاني من العشوائية في حياتك فيجب أن تكون أكثر تنظيمًا في حياتك. وهكذا
تعرف على أهم أخطائك وعالجها.
كن قنوعًا
قال الإمام علي (عليه السلام): من قنع لم يغتم (4).
درب نفسك بشكل دائم على القناعة، واتخذه أسلوب حياة، فلا يهمك ماذا يصنع الآخرون، ماذا يأكلون وماذا يشربون، المهم أنك تسير في الطريق الصواب راضيًا قانعًا بما تعمله.
الهوامش:
1 ) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2208.
2 ) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 1878.
3 ) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2204.
4 ) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2638.